أصبحت الإصابة بـ ارتفاع ضغط الدم من أكثر الحالات شيوعًا في السنوات الأخيرة ويحدث ذلك عند زيادة الضغط على جدران الشرايين لمدة طويلة وهو ما يدفع القلب للعمل بجهد أكبر لضخ الدم.
قد يعاني الكثير من مرض ارتفاع الضغط لسنوات طويلة دون أعراض واضحة ولذلك فهو يسمى (القاتل الصامت)، فقد يزيد الضغط من احتمالية الإصابة بمشاكل ومضاعفات صحية خطيرة كالسكتة الدماغية والنوبات القلبية بل قد يتسبب في تضرر الكلى أحيانًا.
وتشير الأبحاث إلى تزايد الإصابة بذلك العرض بشكل هائل على مدار العقدين الماضيين وتأتي السمنة على رأس الأسباب المؤدية إلى ارتفاع الضغط .
عناصر الموضوع
السمنة وعلاقتها بارتفاع ضغط الدم
السمنة هي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم. وهذا ما تؤكده دراسة فرامنغهام للقلب التي تشير إلى أن حوالي 78٪ من الحالات لدى الرجال و65٪ لدى النساء يمكن أن تُعزى مباشرة إلى السمنة.
كما وثقت الدراسات ارتباط فرط ضغط الدم لدى المرضى بالزيادة الهائلة في انتشار زيادة الوزن والسمنة.
أظهرت الدراسات أنه بحلول عام 2025، سيعاني نحو 1.56 مليار شخص في جميع أنحاء العالم من هذا العرض. ويمثل هذا ارتفاعًا يقدر بـ 60٪ عن الأرقام المسجلة في عام 2000. وهذا ينبئ بانتشار أمراض القلب والأوعية الدموية مما قد يؤدي إلى تلف خطير في بعض الأعضاء مثل أمراض الكلى وضرر بالعينين.
فبعد فحص ما يقرب من مليون أمريكي أثناء الدراسات. لوحظ وجود علاقة مباشرة بين ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم. حيث تكشف تقارير استقصاء الصحة الوطنية الأمريكية وفحص التغذية (NHANES) عن علاقة مباشرة بين مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، وتنطبق هذه العلاقة أيضًا على الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة.
هل هناك علاقة بين ارتفاع ضغط الدم وتوزيع الدهون بالجسم؟
لا يرتبط مرض الضغط بالسمنة فقط ولكنه يرتبط أيضًا بتوزيع الدهون في الجسم. فقد ربطت بعض الدراسات بين السمنة المتركزة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم.
أظهرت دراسة الشيخوخة المعيارية (Normative aging study) على سبيل المثال أن خطر إصابة الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا زاد بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا مع زيادة نسبة الخصر إلى الفخذ بمقدار وحدة واحدة.
كما كشفت دراسة فرامنغهام للقلب أن زيادة الوزن بنسبة 5٪ تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 30٪. وأن فقدان الوزن يقلل من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
كيف تسهم السمنة في ارتفاع ضغط الدم
لا تزال الآلية التي تربط السمنة بارتفاع ضغط الدم قيد البحث والدراسة. ولكن من المعلوم أن السمنة قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط وأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق تنشيط نظام الرينين – أنجيوتنسين – ألدوستيرون وهو نظام هرموني يؤثر بشكل أساسي على ضغط الدم من خلال تحفيز انقباض الأوعية الدموية كما يحفز الكلى لإعادة امتصاص الصوديوم والماء وإعادتهما مرة أخرى إلى الدم مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم وبالتالي ارتفاع الضغط. أو عن طريق تعزيز مقاومة الأنسولين ومقاومة اللبتين.
تأثير جراحات السمنة على مرضى ارتفاع ضغط الدم
جراحات السمنة هي الطريقة الأكثر فعالية لعلاج السمنة وقد تزيد من تحسن الحالات المرضية المزمنة المرتبطة بها. وعلى الرغم من توجه معظم الأبحاث لدراسة تأثير ذلك النوع من الجراحات على مستويات السكر في الدم. إلا أنه كان هناك اهتمام متزايد باستكشاف فوائدها المحتملة لخفض ضغط الدم. ورجحت المراجعات والتحليلات القائمة على الملاحظة أن جراحات التخلص من السمنة المفرطة قد تساعد في السيطرة على ذلك العرض.
لطالما اعتُبر فقدان الوزن وسيلة فعالة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع. ومع تطور التقنيات الجراحية المستخدمة في جراحات السمنة. أصبحت الجراحات أبسط من ذي قبل كما أصبح من السهل التعامل مع مضاعفات هذه الجراحات والحد منها بشكل كبير.
هل تؤدي جراحات السمنة إلى الشفاء التام؟
كشفت متابعات المرضى بعد جراحات السمنة عن توقف ما يقرب من 85 أو 90% من المرضى عن تناول أدوية الضغط تمامًا بعد الجراحة بفترة تتراوح من أسبوعين إلى 3 شهور تقريبًا. واحتاج باقي المرضى إلى تقليل كمية الأدوية أو الجرعات. ويرى الأطباء أن حالات الإصابة بضغط الدم البسيطة قد تستغنى نهائيًا عن تناول أدوية الضغط بعد خسارة الوزن. شرط الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج واتباع نظام حياة صحي.
وفي العموم لا يسعنا إلا أن نؤكد على أهمية إنقاص الوزن في حالة مرضى السمنة المصابين بارتفاع ضغط الدم سواء باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية أو بالخضوع لأي نوع من انواع جراحات السمنة في حالة فشل الطرق العادية. ومن بين هذه الجراحات عملية تكميم المعدة بالمنظار وعملية تحويل مسار المعدة بالمنظار وتحويل مسار المعدة المصغر وغيرها.
اقرأ أيضًا: مخاطر عملية تكميم المعدة
يمكنك التواصل مع دكتور إبراهيم الورداني، استشاري جراحات السمنة بالمنظار والسكري، ومدرس الجراحة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لتحديد الخيار الأنسب لحالتك بناءً على التقييم العام لحالتك الصحية.
اترك استفسارك للطبيب من خلال ملء “الفورم” ادناه او يمكنكم التحدث مباشرة عبر الرقم التالي : 01272959593