علاج السكري النوع الثاني نهائي

علاج السكري النوع الثاني نهائي

هل يمكن علاج السكري النوع الثاني نهائيا؟ وكيف تسهم جراحات السمنة في ذلك؟. اتجه اهتمام العلماء في الآونة الأخيرة إلى دراسة إمكانية علاج السكري النوع الثاني نهائي. وبحثوا الأسباب التي قد تسهم في الشفاء السكري من النوع الثاني أو بمعنى أدق “خمود السكري من النوع الثاني – Diabetes remission” وعودة مستويات الجلوكوز في الدم لنطاقها الطبيعي.

ويمكن تعريف “خمود السكري” على أنه “عودة مستويات الجلوكوز في الدم إلى النطاق الطبيعي (أي أقل من 100 ملجم/ ديسيلتر للسكر الصائم وأقل من 6.5% للسكر التراكمي) دون الحاجة إلى تناول أي من أدوية السكري لمدة عام على الأقل.

كيف يمكن الوصول بمرض السكري إلى وضع الخمود؟

أشارت الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وممارسة الرياضة واتباع نمط معيشة صحي يلعب الدور الأكبر في الوصول إلى وضع خمود السكري من النوع الثاني. 

أما في حالة مرضى السمنة فإن فقدان الوزن سواء بالطرق التقليدية أو بطريق الجراحة هو حجر الأساس لتحسين مستويات الجلوكوز في الدم والوصول إلى “خمود السكري”

لماذا يساعد فقدان الوزن في خمود مرض السكري؟

يُعتقد أن السمنة مسؤولة عن 80 – 85٪ من حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 80 مرة أكثر ممن لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 22.

ومن المعلوم أن معظم المصابين بمرض السكري يعانون من تراكم الدهون في منطقة البطن حول الكبد والبنكرياس والأعضاء الحيوية مما يؤثر على كفاءة البنكرياس وبالتالي فإن فقدان الوزن والدهون المتراكمة حول الأعضاء. يسمح لها باستعادة كفاءتها مما يساهم في خمود السكري.

تُسهم جراحات السمنة بالمنظار منها أو التقليدية في إنقاص الوزن بمعدل 15 – 30٪ من وزن الجسم (تختلف من جراحة لأخرى)، كما بلغ معدل شفاء المرضى من مرض السكري حوالي 45 – 95%. وترتبط الإجراءات التي تؤدي إلى فقدان كبير في الوزن بأعلى معدلات للشفاء من مرض السكري. وتشير الدراسات إلى تحسن مستويات الجلوكوز في الدم بعد جراحة السمنة يرجع إلى الامتصاص المحدود للسعرات الحرارية (متبوعًا بفقدان الوزن) والتغيير الذي حدث في تشريح الأمعاء وتأثيره على الهرمونات التي تفرزها الأمعاء لتنظيم الجلوكوز.

العوامل المساهمة في علاج السكري النوع الثاني نهائي

ورغم وجود العديد من الأبحاث حول خمود السكري من النوع الثاني. إلا أننا لم نفهم كليًا العوامل التي تؤدي إلى ذلك. 

حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن ما يقرب من ثلث (30.4٪) الأشخاص الذين خضعوا لجراحات السمنة استغنوا كليًا عن أدوية السكري لمدة 15 عامًا. 

ولا يسعنا إلا أن نؤكد على أهمية خسارة الوزن لمرضى السمنة سواء باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة أو بالخضوع لواحدة من أنواع جراحات السمنة (للمرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم 35 فيما فوق) بعد التشاور مع الطبيب واختيار الإجراء الأنسب لكل مريض بناء على حالته الصحية ونمط معيشته. 

الأنظمة الغذائية ومساهمتها في السيطرة على مرض السكري

يمكن لبعض الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات أن تحسن من مستويات الجلوكوز في الدم ومن بينها: 

  • النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية (very low calorie diet)

يعتمد النظام على استهلاك 800 سعر حراري يوميا. كما يعتمد على استبدال الوجبات الغذائية بمكملات مثل مشروبات البروتين والمخفوقات والشوربات. ولا يجب اتباع هذا النظام لمدد طويلة أو في حالة وجود أي مشكلات مزمنة أخرى مثل أمراض القلب والكلى. ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل اتباعه.

  • النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات

إن تقليص مقدار الكربوهيدرات في النظام الغذائي يسهم بشكل أساسي في خفض مستويات السكر في الدم وبالتالي يساعد في السيطرة على الوزن والحد من مضاعفات مرض السكري. وأظهرت الدراسات أن تقليل الكربوهيدرات يحد من احتياج الجسم للأنسولين ويساعد الجسم في الاستغناء عن أدوية السكري.

  • الصيام المتقطع 

يعتمد هذا النظام على امتناع تناول الطعام خلال فترات معينة خلال اليوم وله عدة أساليب. من أشهرها تناول الطعام خلال فترة تصل إلى 8 ساعات والامتناع عن تناول أي أطعمة أو مشروبات خلال 16 ساعة اللاحقة من باقي اليوم (16:8)

وأثبتت الدراسات قدرته على خفض مستويات السكر لدى مرضى السكري من النوع الثاني. 

تحويل مسار المعدة المصغر الخيار الأمثل لمرضى السكري

أثبتت الأبحاث أن فقدان 5 – 10% من وزن الجسم على الأقل يحسن من مستويات الجلوكوز في الدم. ومن المثبت أيضًا أن جراحة تحويل مسار المعدة المصغر من أكثر الوسائل فعالية في تحقيق “خمود دائم للسكري” حيث تعود مستويات السكر في الدم للنطاق الطبيعي بعد الجراحة ببضعة أيام وحتى قبل فقدان الوزن. ويرجع ذلك للأسباب الآتية:

  • ينتقل الطعام من المعدة للأمعاء متجاوزًا الاثنى عشر وجزء كبير من الأمعاء يبلغ طوله 2 متر تقريبًا وبذلك لا يتم امتصاص جزء كبير من الطعام وخصوصا الدهون.
  • تتأثر الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية بعد الجراحة. وتقل مستويات هرمون الجوع (Ghrelin) وترتفع مستويات الهرمونات المحفزة للبنكرياس (Incretins)

وبذلك تكون عملية تحويل مسار المعدة وتحويل مسار المعدة المصغر الخيار الأمثل والأكثر فعالية وأمان والتي يرجحها معظم الأطباء لعلاج مرضى السكري حتى في عدم وجود السمنة.

نستخلص مما سبق أن علاج السكري النوع الثاني نهائي أصبح واقعًا. ويمكن تحقيقه بأكثر من وسيلة أهمهم وأكثرهم فاعلية على الأطلاق “جراحة تحويل مسار المعدة” والتي ثبتت فاعليتها من خلال العديد من الدراسات طويلة الأمد.

يمكنك التواصل مع أفضل دكتور جراحات السمنة في مصر د. إبراهيم الورداني. استشاري جراحات السمنة  والسكر وجراحات المناظير. ومدرس الجراحة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لتحديد الخيار الأنسب لحالتك بناءً على التقييم العام لحالتك الصحية.

اترك استفسارك للطبيب من خلال ملء “الفورم” ادناه او يمكنكم التحدث مباشرة عبر الرقم التالي : 01272959593

[contact-form-7 id=”2222″ title=”blog”]