يتزايد انتشار السمنة بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم بل أصبحت وباءً ومشكلة شائعة بين النساء في سن الإنجاب. وللسمنة تأثيراتها الضارة على جميع أنظمة ووظائف الجسم بما في ذلك الصحة الإنجابية. وأكدت الدراسات أن 60% من النساء المتأخرات في الإنجاب يعانين من السمنة. وبات من المعروف أن هناك علاقة بين السمنة وتأخر الإنجاب والعقم، ولا تزال العلاقة بين السمنة والوظائف الإنجابية قيد البحث والدراسة. وغالبا ما يرتبط ضعف الدورة الشهرية وانقطاع التبويض بمرضى السمنة، حيث يزداد خطر الإصابة بضعف الخصوبة وتأخر الإنجاب والعقم وزيادة معدلات الإجهاض ومضاعفات الحمل لدى النساء اللاتي يعانين من السمنة، وتكون لديهن نتائج ضعيفة حتى مع الوسائل الإنجابية المساعدة، وعادة ما تتحسن نتائجهن بفقدان الوزن.
كيف تؤدي السمنة إلى تأخر الإنجاب
ترتبط السمنة بزيادة المخاطر الصحية مثل مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وهشاشة العظام، كما ترتبط بالعديد من الأورام الخبيثة مثل سرطان بطانة الرحم والثدي والقولون (هل جيوب القولون من الأمراض الخطيرة)
اقرأ: علاج السكري النوع الثاني نهائي
وتلعب السمنة دورًا هامًا في الاضطرابات الإنجابية عند النساء على وجه الخصوص، وعلى الرغم من ظهور الارتباط بين السمنة وتأخر الإنجاب إلا أنه يصعب وصف آلية تأثير السمنة على الإنجاب لأنها تتم من خلال آليات معقدة ومتعددة الجوانب ومنها:
- تأثير الأنسجة الدهنية من خلال إنتاج اللبتين والأحماض الدهنية الحرة والسيتوكينات (مركبات محرضة على الالتهابات) على وظائف المبيض وبطانة الرحم مما يؤثر على نضج البويضات وانغراسها في بطانة الرحم بشكل سلبي وبالتالي يؤدي إلى تأخر الإنجاب.
- التأثير على الهرمونات الجنسية وزيادة هرمون الأندروجين فيما يسمى (متلازمة فرط الاندروجين) والتي تؤثر بشكل مباشر على وظيفة المبيض.
- غالبا ما ترتبط السمنة بمقاومة الأنسولين وهو ما يزيد من انتاج الأندروجين داخل المبيض والذي يؤدي بدوره إلى ضعف أو انقطاع التبويض واضطرابات الدورة الشهرية وتأخر الإنجاب.
- متلازمة تكيس المبايض والتي ترتبط بالسمنة ومقاومة الأنسولين وتعد السبب الرئيسي لتأخر الإنجاب.
وتشير الدراسات إلى أن العقم المرتبط بانقطاع الإباضة أعلى بنسبة 30% لدى النساء اللاتي يكون لديهن مؤشر كتلة الجسم بين 24 و31 مقارنة بغيرهن ممن لديهن مؤشر كتلة الجسم طبيعي، أما بالنسبة لأولئك اللاتي يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهن عن 31 فتكون احتمالية العقم أعلى بنسبة 170%.
هل يقتصر تأخر الإنجاب المرتبط بالسمنة على النساء دون الرجال؟
أجريت الكثير من الأبحاث في السنوات الأخيرة لبحث تأثير السمنة على الخصوبة، وكشفت تلك الدراسات عن ارتباط زيادة الوزن لدى الرجال بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون وانخفاض جودة الحيوانات المنوية وانخفاض الخصوبة مقارنة بغيرهم ممن لديهم مؤشر كتلة الجسم طبيعي. وتزداد احتمالات الإصابة بالعقم بنسبة 10% لكل 9 كجم زيادة عن الوزن الطبيعي لدى الرجال.
هناك عدة تفسيرات مقترحة للعلاقة بين السمنة وتأخر الإنجاب أو العقم لدى الرجال حيث يُعتقد أن السمنة تسبب تغيرات في السائل المنوي وخاصة تركيز الحيوانات المنوية وأعدادها حركتها.
توثق العديد من الدراسات ارتباط زيادة مؤشر كتلة الجسم عند الرجال بانخفاض تركيزات الهرمونات الجنسية المشاركة في تكوين الحيوانات المنوية وكذلك انخفاض مستوى هرمون الذكورة التستوستيرون وارتفاع مصاحب في تركيز هرمون الأنوثة (الاستروجين) المرتبط بضعف الخصوبة وانخفاض عدد الحيوانات المنوية.
هل يسهم إنقاص الوزن في حل مشكلة تأخر الإنجاب؟
نعم بالطبع، بل قد يرفض بعض الأطباء البدء في الإجراءات المساعدة للإنجاب مثل التلقيح الصناعي وغيره إلا بعد إنقاص الوزن. فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن فرص نجاح التلقيح الصناعي لدى النساء المصابات بالسمنة أقل بنسبة 20% عن غيرهن ممن لديهن مؤشر كتلة الجسم طبيعي.
فكما أشرنا أعلاه إلى التأثيرات السلبية للسمنة، نجد أنه من المنطقي إنقاص الوزن لتحسين النتائج العلاجية وزيادة فرص الإنجاب والحد من الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن السمنة.
جراحات السمنة ودورها في تعزيز الخصوبة
يشير الأطباء إلى أهمية فقدان الوزن لتحسين الصحة الإنجابية للمرضى. ويجب على المرضى اتباع نظام صحي أكثر وممارسة التمارين الرياضية والتخلي عن السلوكيات الخاطئة وتحسين نمط حياتهم باتباع السلوكيات الصحية والحميات الغذائية لفقدان الوزن.
ورغم سهولة الحل إلا أنه قد يمثل معاناة كبيرة لمعظم المرضى وخصوصًا الذين يزيد لديهم مؤشر كتلة الجسم عن 35. فكلما زاد الوزن أصبح من الصعب فقدانه بالطرق التقليدية، وهنا يظهر دور جراحات السمنة لمساعدة المرضى على خسارة الوزن بشكل فعال وشبه دائم مما يمنحهم حياة صحية أكثر ويجنبهم الكثير من الأمراض المصاحبة للسمنة ويعكس تأثيرات السمنة السلبية على الإنجاب أيضا فيعزز من فرصهم في الإنجاب ويحسن من الخصوبة بشكل عام.
ومن بين تلك الجراحات عملية تكميم المعدة بالمنظار وعملية تحويل مسار المعدة بالمنظار وتحويل مسار المعدة المصغر وعملية الساسي وغيرهم. والجدير بالذكر أن هناك عدة معايير تتحكم في اختيار جراحة السمنة المناسبة لكل حالة على حدة.
ويمكنك التواصل مع أفضل دكتور جراحات السمنة في مصر دكتور إبراهيم الورداني، استشاري جراحات السمنة والسكر وجراحات المناظير، ومدرس الجراحة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لتحديد الخيار الأنسب لحالتك بناءً على التقييم العام لحالتك الصحية.
اترك استفسارك للطبيب من خلال ملء “الفورم” ادناه او يمكنكم التحدث مباشرة عبر الرقم التالي : 01272959593