السمنة عند الأطفال ليست مجرد مشكلة جمالية قد تعرض الأطفال للمضايقات والتنمر أحيانًا، بل يمكن اعتبارها حالة طبية خطيرة تصيب عدد كبير من الأطفال والمراهقين حول العالم. ويمكن اعتبار الطفل بدينًا في حال زيادة وزنه عن المعدل الطبيعي الذي يناسب سنه وطوله.
كشفت الدراسات عن زيادة عدد الأطفال الصغار الذين يعانون من زيادة الوزن (ممن تقل أعمارهم عن 5 سنوات) لتصل إلى 42 مليون في عام 2013، بينما قُدرت أعداد الأطفال والمراهقين (من 5 – 19 سنة) المصابين بالسمنة في عام 2016 بنحو 340 مليون وهو رقم صادم للغاية. كما تشير إحدى الدراسات إلى انتقال الأطفال والمراهقين (ممن تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و19 سنة) من مرحلة نقص الوزن إلى مرحلة المعاناة من السمنة وهو ما يؤكد على تفاقم مشكلة السمنة عند الأطفال وتزايد أعداد المصابين بالسمنة بشكل ملحوظ.
خطورة السمنة عند الأطفال
سمنة الأطفال تدعو للقلق لأنها تضع الأطفال في مواجهة المشكلات الصحية التي كانت نادرًا ما تصيبهم ومنها:
- صعوبات التنفس والإصابة بالربو وانقطاع التنفس أثناء النوم.
- الإصابة ببعض أنواع السرطانات (سرطان المبيض والثدي وبطانة الرحم والبروستاتا والقولون)، هل جيوب القولون من الأمراض الخطيرة ؟
- متلازمة الأيض.
- مرض السكري ومقاومة الأنسولين.
اقرأ: علاج السكري النوع الثاني نهائي
- ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الاضطرابات العضلية الهيكلية وخصوصا التهاب المفاصل وكسور العظام، حيث يكونوا أكثر عرضة لكسور العظام مقارنة بمن هم في سنهم.
- المشكلات النفسية نتيجة لضعف القبول الاجتماعي وعدم القدرة على المشاركة في الألعاب الرياضية والأنشطة الحياتية الأخرى مما يؤدي إلى عدم تقدير الذات والشعور بالإحباط وأحيانًا قد يؤدي إلى الاكتئاب.
وغير ذلك من المشكلات التي ترتبط عادةً بالسمنة.
وعادة ما ترتبط السمنة عند الأطفال بزيادة فرص الإصابة بالسمنة بعد البلوغ وقد تؤدي للوفاة المبكرة والإصابة بالأمراض المزمنة التي تؤثر على جودة الحياة خصوصًا مع الآثار النفسية التي قد يعاني منها هؤلاء الأطفال على مدار سنوات طويلة.
أسباب السمنة عند الأطفال
السبب الرئيسي لزيادة الوزن لدى الأطفال هو عدم وجود توازن بين السعرات الحرارية التي يستهلكها الطفل والسعرات الحرارية التي يحرقها خلال اليوم. ومن بين الأسباب التي تعزز حدوث ذلك:
- زيادة تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون والسكريات مثل الوجبات السريعة والحلوى والمشروبات السكرية والغازية.
- زيادة الخمول البدني المرتبط بالتطور التكنولوجي وتغيير وسائل النقل. حيث يقضي الأطفال معظم أوقاتهم في مشاهدة التليفزيون وألعاب الفيديو والموبايل.
وغالبا ما تكون أسباب السمنة عند الأطفال مرتبطة بنمط الحياة وقلة ممارسة الأنشطة، ولكن قد يكون للعوامل الوراثية والهرمونية دورًا في حدوث السمنة أيضًا. فقد أثبتت الأبحاث أن التغيرات في هرمونات الجهاز الهضمي تؤثر على الشعور بالجوع والشبع.
الوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة
يجب أن يحرص الوالدين على منح أطفالهم الرعاية اللازمة من خلال توفير نظام غذائي صحي وحثهم على اتباعه لتجنب السمنة ووقاية أطفالهم من مخاطرها ومضاعفاتها المحتملة من خلال:
- الحد من استهلاك الأطفال للعصائر والمشروبات المحلاة والغنية بالسكريات وتجنبها قدر الإمكان.
- تقديم وجبات صحية للأطفال تحتوي على الحبوب الكاملة والفاكهة والخضروات والبروتينات المطهوة بشكل صحي وتجنب الوجبات السريعة والمصنعة.
- ضبط حجم الوجبات بما يتناسب مع عمر الطفل مع الحرص على تقديم كافة العناصر الغذائية الأساسية لطفل ضمن وجباته.
- حث الأطفال على ممارسة النشاط البدني والرياضات المختلفة وتقليل الوقت الذي يقضونه أمام التلفاز أو الهواتف المحمولة أو ألعاب الفيديو
- متابعة الحالة الصحية للطفل باستمرار وحساب مؤشر كتلة الجسم بشكل دوري.
هل يمكن أن تكون جراحات السمنة خياراً مطروحًا لعلاج السمنة عند الأطفال؟
مع تفاقم مشكلة السمنة عند الأطفال وتزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة مع عدم وجود علاجات فعالة، رصدت بعض الدراسات تأثيرات جراحات السمنة على الأطفال باعتبارها علاجا فعالا. وتشير التقارير إلى أن الذين خضعوا لجراحات السمنة كان مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من 50 ولديهم أمراض أخرى مصاحبة مثل انقطاع التنفس أثناء النوم وأمراض القلب. ومن بين العمليات التي خضع لها الأطفال تحويل مسار المعدة (Roux-en-Y) وتكميم المعدة.
وفي إحدى الدراسات التي رصدت 22 طفل تراوحت أعمارهم بين 8 و18 عاما، 11 طفلا منهم كانوا يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم وتنوعت الجراحات التي خضعوا لها ما بين ربط المعدة وتحويل المسار، أظهرت النتائج عدم وجود وفيات أو مضاعفات فورية وانخفاض مؤشر كتلة الجسم لدى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم من 67.8 في المتوسط إلى 46.5 في المتوسط خلال 32 شهر وبمتابعة المرضى وجد أن مشكلة انقطاع التنفس قد انتهت بالإضافة إلى تحسن أداؤهم الدراسي. وبالرغم من النتائج المبشرة لتلك الدراسة إلا أن النتائج طويلة الأمد لا تزال غير معروفة بعد.
وهذا الأمر الذي يدفع الأطباء لتجنب إجراء جراحات السمنة للأطفال إلا تحت ظروف معينة يحددها الطبيب بناءً على تقييم حالة الطفل بشكل شامل وفي حالات خاصة جدًا.
يمكنك التواصل مع أفضل دكتور جراحات السمنة في مصر دكتور إبراهيم الورداني، استشاري جراحات السمنة والسكر وجراحات المناظير، ومدرس الجراحة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لتحديد الخيار الأنسب لحالتك بناءً على التقييم العام لحالتك الصحية.
اترك استفسارك للطبيب من خلال ملء “الفورم” ادناه او يمكنكم التحدث مباشرة عبر الرقم التالي : 01272959593